التحولات الجيوسياسية في النظام الدولي بعد جائحة كوفيد-19:نحو عالم متعدد الأقطاب أم فوضى استراتيجية؟

الملخص

يتناول هذا البحث التحولات الجيوسياسية في النظام الدولي في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، مع التركيز على التفاعلات الكبرى التي تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، تشير الدراسة إلى أن الجائحة مثّلت نقطة تحوّل استراتيجية أدت إلى تراجع نسبي في الهيمنة الأمريكية نتيجة للأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية، في مقابل الصعود المتسارع للصين كقوة اقتصادية وتكنولوجية منافسة، كما حافظت روسيا على دورها المحوري من خلال سياساتها في أوراسيا وأفريقيا، فيما واصلت أوروبا البحث عن استقلال استراتيجي نسبي رغم تحديات الانقسام الداخلي.

أظهرت النتائج أن الجائحة لم تُضعف فقط الاقتصاديات، بل كشفت أيضًا هشاشة المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وعدم قدرتها على إدارة الأزمات غير التقليدية. كما برزت زيادة التهديدات غير التقليدية مثل المخاطر الصحية العالمية، التغير المناخي، والأمن السيبراني، وهو ما عمّق حالة الفوضى الاستراتيجية في النظام الدولي.

أما بالنسبة للعالم العربي وأفريقيا، فقد بيّنت الدراسة محدودية التأثير في إعادة تشكيل النظام الدولي، نتيجة للضعف البنيوي في القدرات الاقتصادية والسياسية. وبناءً على ذلك، توصي الدراسة بضرورة، تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة وتقوية المؤسسات متعددة الأطراف لضمان استجابة جماعية أكثر فاعلية وكذلك تمكين المناطق الهشة اقتصاديًا وسياسيًا لزيادة مساهمتها في حفظ الاستقرار العالمي.