نشأة وتطور تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في ليبيا وعلاقته بأسس التربية العامة خلال الفترة (1951- 2025م)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تطوير التعليم لدى ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الأساليب والوسائل التكنولوجية ودورها في تطوير تعليم هذه الفئات الخاصة، والهدف الذي تسعى إلى تحقيقه التربية الخاصة، والذي يتمثل في الوصول بالطفل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مستوى من النضج والاستقلال والاعتماد على النفس إلى أن يكون في النهاية عنصراً فاعلاً ومساهماً في تنمية وتطوير المجتمع الذي ينتمي إليه، وليس عالة على هذا المجتمع، هذا وقد انطلقت الدراسة من أهمية الفهم للبعد التاريخي والاجتماعي الذي شكَّل ملامح هذا التعليم في ليبيا، إضافة إلى التحديات التي واجهت دمج هذه الفئة في المنظومة التربوية.

كما أظهرت الدراسة أن البدايات (1951- 1969) اتسمت بغياب سياسة واضحة، اعتمدت الجهود الأولى على مبادرات خيرية ومؤسسات دينية، قبل أن تبدأ الدولة في الستينيات في إنشاء المدارس والمراكز المتخصصة لهم، أما في السبعينيات والثمانينيات فقد شهدت توسعاً ملحوظاً بدعم من الدولة مع تأسيس مراكز وبرامج تدريبية للمعلمين، إلا أنها عانت من ضعف التخطيط الاستراتيجي والاعتماد على المناهج التقليدية، أما في الفترة من 2011-2025م أثرت الظروف السياسية والاقتصادية في استقرار هذه المؤسسات مما انعكس على الخدمات وجودتها.

إن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في ليبيا تطور تدريجياً لكنه ظل

رهن التحديات الإدارية والفنية والاجتماعية، أبرزها ضعف البنية التحتية التعليمية وقلة الكوادر المؤهلة والنظرة المجتمعية تجاه الإعاقة، كما أكدت هذه الدراسة على أن العلاقة بين تعليم هذه الفئة وأسس التربية علاقة مترابطة مع بعضها البعض.