التحديات التي تواجهها الأقليات في الدول القومية وتأثير العولمة عليها

الملخص

يبحث هذا العمل في الإطار القانوني والسياسي للعلاقة بين الدولة القومية والأقليات، مع التركيز على التحولات التي أحدثتها العولمة في هذا المجال، تنطلق الدراسة من فكرة أن الدولة القومية تسعى عادة إلى ترسيخ هوية وطنية موحدة، وهو ما قد يتعارض مع تنوع الأقليات الدينية واللغوية والثقافية داخلها.

اعتمدت الباحثة منهجًا يجمع بين التحليل التاريخي والمقارنة العلمية لتتبع تطور أوضاع الأقليات والسياسات التي تنتهجها الدول تجاهها، مستعرضةً نماذج تاريخية ومعاصرة من مناطق مختلفة، وأظهرت النتائج أن الأقليات تواجه أنماطًا متعددة من التمييز، منها التهميش السياسي والإقصاء الاقتصادي والتضييق الثقافي، في مقابل نماذج ناجحة لتجارب إدماج قائمة على احترام التنوع، مثل التجربة السويسرية.

كما أوضحت الدراسة أن العولمة تمثل عاملًا ذا أثر مزدوج؛ فهي من جهة ساعدت على توسيع دائرة الوعي بحقوق الأقليات بفضل انفتاح الإعلام والاتصال، لكنها من جهة أخرى ساهمت في تراجع الهويات المحلية أمام هيمنة الثقافات العالمية.

وتخلص الباحثة إلى أن تحقيق التوازن بين الهوية القومية وحقوق الأقليات يتطلب سياسات وطنية مرنة تستند إلى العدالة والمساواة، مع تعزيز الحوار الثقافي والتعاون الدولي بما يضمن الاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية في ظل عالم متغير.