جدليّة التمهين بين الموقف الرسمي ومواقف المدرّسين: أو التعليم بين الإلزام والالتزام

الملخص

تُحلل الورقة البحثية، التي تحمل عنوان "جدليّة التمهين بين الموقف الرسمي ومواقف المدرّسين: التعليم بين الإلزام والالتزام"، الجدلية العميقة المحيطة بتمهين مهنة التعليم في المجتمعات المعاصرة. وهي تتقصى الخلاف بين الموقف الرسمي (الذي يُمثّل الدولة/السلطة) والذي يسعى إلى نمذجة التمهين وفرضه عبر قوانين صارمة، وتكوين إلزامي، ونماذج تقوم على الإلزام، وبين مواقف المدرّسين (التي تُمثّل المهنة ذاتها) والتي تُطالب بالتمهين بناءً على الالتزام الأخلاقي، والواجب المعنوي، والاستقلال الفكري، وحرية التطوير الذاتي. يرى الموقف الرسمي أن التدخل ضروري بسبب التراجع التاريخي لسلطة المدرّس وفشل التعليم التقليدي، ويتعامل مع التمهين كفعل تقني يخضع للسياسة الخارجية. على النقيض، يعتبر المدرّسون التمهين مسألة اتيقية وشأناً داخلياً يتعلق بالكفاءة المهنية والاستقلال الذاتي، وأن سياسات الإلزام الرسمية تؤدي إلى الإحباط وغياب الإبداع، خاصة مع اعتماد سياسات التشغيل الهش وضغوط المراقبة المؤسساتية. تخلص الورقة إلى أن الإصلاح الحقيقي يتطلب تجاوز استقطاب السلطة، والدعوة إلى طريق ثالث يقوم على المسؤولية المشتركة، والاحترام المتبادل، وترسيخ ثقافة تعاونية تعاقدية بين الدولة والمدرّسين. ويتضمن هذا التحول استبدال سياسة الإلزام الحالية بثقافة الالتزام والحرية، بهدف الارتقاء بالتعليم من مجرّد "مهنة لمن لا مهنة له" إلى مسار مهني يحظى بالاحترام ويخدم التنمية المجتمعية.